المرأةصحف عربيةصحيفة الشرق الأوسطعامموضة

3 سيناريوهات لفقدان القدرة على الصبر

حدّدت دراسة جديدة في جامعة كاليفورنيا الأميركية، 3 سيناريوهات يمكن أن تخلق لدينا «عاصفة مثالية» من فقدان قدرتنا على الصبر أو ما اعتدنا على التعبير عنه بأن «صبرنا نفد تجاه أمر ما».

وأوضحت النتائج أنه يمكن تمثيل هذه السيناريوهات وفق الحالات التالية: «أولاً: عندما تكون المخاطر عالية نسبياً، مثل تعثّر حركة المرور في الطريق إلى حفل فرقة مفضَّلة، وثانياً: عندما تكون حالة الانتظار غير سارَّة، مثل عدم وجود مقاعد داخل المركبات العمومية، وثالثاً: عندما يكون شخص ما مسؤولاً بوضوح عن تأخير ما، كأنْ ينسى المختبر معالجة اختبارك الطبّي».

وكشفت النتائج المنُشورة في مجلة «Personality and Social Psychology Bulletin»، أنه رغم أنّ كل شخص تقريباً من المشاركين في الدراسة قال إنه سيشعر بقليل من عدم الصبر على الأقل عند مواجهة تلك المواقف المحبطة، فإنّ بعض الأشخاص كانوا أكثر صبراً من غيرهم.

وقال المشاركون الذين كانوا أكثر راحة في المواقف المفتوحة وأكثر استقراراً عاطفياً (أي انخفاض الحاجة إلى الانغلاق والعصابية)، إنهم لن يشعروا بعدم الصبر الشديد في تلك السيناريوهات، وأكد أولئك الذين كانوا أكثر مهارة عاطفية وأفضل في تنظيم الذات أنهم سيستجيبون بصبر أكبر، حتى لو شعروا في البداية بعدم الصبر.

إنّ الصبر – مثل نفاده الذي يرافقه – كان دائماً أشبه بمفهوم «أعرفه حين أراه». وهذا ما لم يرُق باحثة علم النفس في جامعة كاليفورنيا الأميركية ريفرسايد كيت سويني.

وقالت سويني، في بيان، الجمعة: «يعدُّ الفلاسفة وعلماء الدين الصبر فضيلة، ومع ذلك يزعم معظم الناس أنهم لا يتحلّون به. هذا جعلني أتساءل عما إذا كان لا يتعلّق بكون المرء شخصاً طيباً بقدر ما يتعلق بكيفية تعاملنا مع الإحباطات اليومية».

ولأغراض بحثها، سعت سويني إلى تعريف أفضل لِما يشكل الصبر ونفاده، والعوامل التي تحدّدهما.

وقد استنتجت من دراستها التي أُجريت على 1200 شخص أنّ نفاد الصبر هو العاطفة التي يشعر بها الناس عندما يواجهون تأخيراً يبدو غير عادل أو غير معقول أو غير مناسب، مثل ازدحام مروري خارج ساعة الذروة، أو اجتماع كان من المفترض أن ينتهي قبل 15 دقيقة، موضحة أنّ «الصبر إذن هو الكيفية التي نتعامل بها مع مشاعر نفاده».

ويستخدم علماء النفس مصطلح «تنظيم المشاعر» لالتقاط عدد من الاستراتيجيات التي يستخدمها الناس لتقليل (أو في بعض الأحيان زيادة) شدّة عواطفهم. وتؤكد سويني أنّ الصبر هو مجموعة فرعية من هذه الاستراتيجيات التي تستهدف بشكل خاص مشاعر نفاد الصبر.

طلبت الدراسة لاختبار هذه الفكرة من المشاركين التفكير في استجاباتهم لمختلف المواقف المحبطة التي قد يواجهها المرء في الحياة اليومية، فصوَّر أحدهم ازدحاماً مرورياً، ووصف آخر اجتماعاً طويلاً ومملاً، ودفعتهم مشاعر أخرى إلى تخيُّل أنهم عالقون في غرفة انتظار.

وأشار المشاركون إلى مدى شعورهم بفقدان الصبر في الاستجابة لكل منها، ثم ما إذا كانوا سيواجهون فقدان صبرهم من خلال استراتيجيات مثل التشتيت الذهني، أو التنفّس العميق، أو النظر إلى الجوانب الإيجابية للموقف.

تخلُص سويني إلى أنّ «نتائجنا الأولية تدعم عدداً من أفكارنا حول الصبر وفقدانه». وتوضح: «لا يزال لدينا كثير لنتعلّمه، لكن نهجنا واعد جداً لجهة مساعدة الناس على إدارة مشاعر فقدان الصبر؛ وفي النهاية أن يصبحوا أكثر صبراً في حياتهم اليومية».


صحيفة الشرق الاوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock