5 أسباب رئيسية تعيق عودة النازحين من شمالي سوريا إلى مناطقهم
أكد فريق منسقو استجابة سوريا وجود خمسة أسباب رئيسية تعيق عودة النازحين من الشمال السوري إلى مدنهم وبلداتهم بعد إسقاط نظام الأسد.
وقال الفريق في بيان إن 43,564 نازحاً عادوا من مخيمات الشمال إلى مناطقهم الأصلية في مختلف المحافظات السورية، وذلك في أعقاب التطورات الأخيرة التي تلت سقوط النظام السابق.
وعلى الرغم من أن نسبة العائدين تمثل 2.16% فقط من إجمالي سكان المخيمات، فإن هذه العودة تُعتبر مؤشراً إيجابياً على رغبة النازحين في استعادة حياتهم الطبيعية، بحسب الفريق الذي أكد أن العودة تواجه تحديات كبيرة تتطلب استجابة شاملة لضمان استقرار العائدين.
أولويات ملحة لضمان استقرار العائدين
شدد الفريق في بيانه على ضرورة تلبية مجموعة من الأولويات الملحة لضمان نجاح عودة النازحين وتعزيز قدرتهم على الاستقرار.
تعتبر إعادة إعمار المنازل والبنية التحتية المتضررة من أولويات المرحلة المقبلة، إذ تشير التقديرات إلى أن الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية يتطلب جهوداً ضخمة في إعادة الإعمار. في غياب مأوى آمن، سيظل العديد من العائدين عرضة للتشرد أو العيش في ظروف غير إنسانية.
إضافة إلى ذلك، تتطلب العودة توفير الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة، والكهرباء، وخدمات النقل التي تعد ضرورية لاستعادة الحياة اليومية الطبيعية في المناطق العائدة.
أيضًا، يشكل انتشار مخلفات الحرب تهديداً مباشراً على حياة المدنيين، لا سيما الأطفال، ولذلك من الضروري إزالة هذه المخلفات لتجنب المزيد من الضحايا والإصابات.
كما أن إعادة تفعيل المؤسسات التعليمية والصحية يعد أمراً حيوياً، حيث تشكل عودة المدارس والمراكز الصحية عاملاً مهماً في دعم الأطفال والشباب وضمان حصول السكان على الرعاية الصحية الضرورية.
استبيان يكشف عن أسباب تأخر العودة
أجرى منسقو استجابة سوريا استبياناً شمل 29,693 نازحاً من المقيمين في المخيمات لتحديد الأسباب الرئيسية التي تمنعهم من العودة.
وأظهر الاستبيان أن 94% من النازحين أكدوا أن منازلهم تعرضت لدمار كامل، مما يجعلها غير صالحة للسكن، ويزيد من الحاجة إلى توفير مأوى بديل.
كما أشار 91% من النازحين إلى غياب الخدمات الأساسية، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والمرافق العامة مثل المياه والكهرباء، مما يجعل العودة غير ممكنة في ظل الظروف الحالية.
أما بالنسبة لمخلفات الحرب، فقد أفاد أكثر من 98% من النازحين بأن الألغام والمخلفات غير المنفجرة تمثل تهديداً مباشراً على حياتهم، مما يعوق عودتهم إلى مناطقهم.
كما لفت 65% من النازحين إلى رغبتهم في العودة بعد انتهاء العام الدراسي الحالي، ما يسمح بتنفيذ عمليات الترميم للمدارس في مناطقهم.
دعوات لزيادة الجهود الإنسانية في سوريا
على الرغم من التحديات، أظهر الاستبيان أن 97% من النازحين يرغبون في العودة إلى مناطقهم الأصلية بشكل عاجل. ومع ذلك، فإنهم يطالبون بتلبية احتياجاتهم الأساسية لضمان عودة كريمة وآمنة.
وحث فريق منسقو استجابة سوريا جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمحلية، على زيادة الجهود الإنسانية لدعم العائدين والنازحين.
كما دعا إلى تنفيذ خطط مستدامة لإعادة الإعمار وإعادة تفعيل الخدمات في كافة المناطق، وضمان بيئة آمنة من خلال إزالة مخلفات الحرب بشكل كامل.
تلفزيون سوريا